بسم الله
والصلاة والسلام على اشرف خلق الله
اللهم أعني و استرني و أهلي و من آمن و أسلم , ولله عظم , و أهدني و أهدي الخلق أجمعين .
لست هنا بصدد طرح قضيه كشف الوجه للنساء و حرمته و كونه عورة أو كونه ليس بعوره , و لست بصدد طرح قضيه فكريه ليبراليه تحارب الدين و يحاربها الدين , فكما تعلمون و اعلم , فقد ولدنا مسلمين , هكذا قالها والدي لي في صغري وطفولتي , وهكذا سأورثها لأبنائي .
ياااااه , يا ذكرياتي في طفولتي سيري بعيدا عني , فلست هنا لأتذكر مآسيا و أنا طفل صغير , كنت كما كانوا ولكن لم أكن كذلك , مجموعه من الفوضى , الخوف والحب , السلام و الحرب , الموت والحياة , والغزو الآثم ما زال يخيفني طاريه , و ما زلت رغم ما قالوا العن فاعليه , و إن قالوا ما قالوا عن بطولاته الأخيرة , وحربه امام بوش بدون ذخيرة , أخزاها الله واسكنهما سعيره .
وقبل طفولتي , و بعد خروجي من بطن والدتي , أسماني أبي , كان أبي دكتاتوريا , فلم يهتم بصراخي و بكائي حينها , ولم تفيدني محاولاتي العديدة في تغيير رأيه عن ذلك , وما زلت اصرخ و أبكي , وما زال يرغمني أسمي , كان ذلك غصبا عني , لكن أبي لم يكن دكتاتوريا بمعنى الكلمة , لأنه استمع إلى مشورة جدتي و أمي , وكانت الصدمة الأقوى في نفسي , اسمك هو اسمك , نفذ الأمر , ولا تملك خيارا آخر للاعتراض والممانعة , فقد أكدناه في سند الحكومات , نظر إلي والدي في صغري و قال لي : لا تخف , فلست ولسنا سوى أرقام لدى الحكومات , ستفنى كما نفنى , ويبقى العمل الصالح , و الوقف الخير , و رعاية الأيتام , و أسمائنا , آآآآآآآه يا أسمائنا , آآآآآآآآآه يا أسمائنا .
لا أعلم لما دائما ما يقال الإنسان مخير وليس مسير , و أنا الذي ولدت لأبي دون تخييري , و سميت ولم أخير , ولدت ذكرا ولم أخير , كبرت ولم أخير , أدخلت المدرسة ولم أخير , والمضحك المضحك إنني دخلت الجامعة ولم اختار قسمي , هكذا قالوا لي , الحاجة تسيرنا , دع خياراتك جانبا , دع طموحك جانبا , فلست سوى دمية في مسرح للدمى , تتحرك كما نريد , أو بدقه اكبر ( نحركك كما نريد ) , حسنا يا سادة , سأنفذ ما تريدون حتى تبث الروح فيني , وقتها سأقطع حبالكم وانطلق , نعم , سأنطلق هناك إلى حيث أريد , لا كما تريدون انتم .
لست أعترض على حكم الله , فالحمد لله , الحمد لله , ولله الحمد , فقد مكنني ربي من حرية الرأي لأقول ما يخشاه غيري , و علمني ديني الإسلامي انه أول ما أرسل إلى النبي ( الأمي ) كلمة اقرأ , و حسب ما يروونه إن نبينا كان لا يقرأ , فأتبعوا سنته ونهجه و أصبحت أمه اقرأ لا تقرا , لذا أنا ممقوت بينهم , لآني ابتعدت كل البعد عن نهجهم وبدأت أقرا , لكشف الوجوه وربما العورات , ونحن في النصف الأول من القرن الواحد والعشرين وما زلنا لا نتكلم إلا في آية الإبل , وكأنما القرآن كان مقتصرا على (الإبل كيف خلقت ) , وما زال هناك في بلادي المتطور أناس يرون التطور عار , و لبس البدل عار , و سكن البيوت عار , و دخول الانترنت عار , وحتى أبداء الرأي عار , و حتى التفكير عار , و إبطال الكذب وإحقاق الحق عار , والحقيقة اكبر عار إن كانت لا تواكب كبارهم وعقولهم .
جميعنا سمعنا أو قرانا القران العظيم , القران الكريم , أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۚ أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَىٰ عَذَابِ السَّعِيرِ ) سوره لقمان , قبل فترة حدثت لي حادثه , كنت وقتها في صالون حلاقه في وقت الصبح , وكان أمامي رجل كبير في السن و كان إلى جانبي ابنه , فحدث الحوار التالي بيني وبين ابن الرجل
أنا : ليه ما تروح المدرسة
هو : إلا أروح بس أبوي جا و طلعني يبغاني أروح أرعى الإبل وياه
أنا : وليه تروح و تخلي الدراسة , مو الدراسة أحسن و أفضل ؟
هو : أبوي يقول لا خير في الدراسة , خذ العلم من البر و علوم الرجاجيل
أنا : طيب , ممكن تقولي 4 + 4 كم يساوي ؟؟
قال أبو الطفل : يساوي 9
الطفل : هي 8 , لكن أبوي يقول أنها 9 , وهو صادق .
ذهلت منه انه يسمع كلام أبيه رغم خطئه ورغم معرفته بخطئه , ولكن ما زال يصر على ذل عقله أمام خطأ أبيه .
وعلى النظير الأخر أرى شبابا تمسكوا بالعادات الغربية التي ينكرها حتى المجتمع الغربي المتحرر , فكيف بهذا المجتمع العربي الذي كان في زمان ما القائد لمسيرة المجتمعات والتطورات , , ولكن ألان صار تابعا , أصبحنا و أمسينا ونحن نخطأ , نخطأ ونعلم إننا نخطأ ونفسر ذلك أما بالموضة أو بسماع كلام شيوخنا وكبارنا , أو نعزو ذلك للتطور , أصبحنا لا نفرق بين الخاطئ والصائب , أصبحنا كلنا شياطين , عفوا , فنحن أسوء من الشياطين .
كان قصدي هنا إن اكشف بعض الوجوه , ولكن وللأسف كشفت عوراتنا , ستروا علينا , رحم الله من ستر علينا
بقلمي / يرحمني الله
عبدالله الجمعان