السلآم عليكم والرحمةة <333
إن الله يحب فلانًا فأحبوه
لا تقل : " يحلها ألف حلاّل" ....
قل : " يحلها الحلاّ ل" (سبحانه) ......
يقول الشيخ العريفي:
قبل عشر سنوات..
في أيام الربيع ...وفي ليلة بارده كنت في البر مع أصدقاء
تعطلت إحدى السيارات ..فاضطررنا إلى المبيت في العراء .. أذكر إنا أشعلنا نارًا تحلقنا حولها ...وما أجمل أحاديث
الشتاء في دفيء النار ..طال مجلسنا فلاحظت أحد الأخوة إنسل من بيننا..كان رجلا صالحا ..كانت له عبادات خفية ...
كنت أراه يتوجه إلى صلاة الجمعة مبكرا ..بل أحيانا
وباب الجامع لم يفتح بعد..!!
قام وأخذ إناءً من ماء..ظننت أنه ذهب ليقضي حاجته ..
أبطأ علينا قمت أترقبه...فرأيته بعيدا عنا ..
قد لف جسده برداء من شدة البرد وهو ساجد على التراب ...
في ظلمة الليل ...وحده ..يتعبد ربه ويتحبب اليه ..
.كان واضحًا أنه يحب الله تعالى...وأحسب أن الله يحبّه أيضًا...
أيقنت أن لهذه العبادة الخفية ...عزاً في الدنيا قبل الآخره..
مضت السنوات ...وأعرفه اليوم ...
قد وضع الله له القبول في الأرض ..له مشاركات في الدعوة
وهداية الناس ...إذا مشى في السوق أو المسجد...
رأيت الصغار قبل الكبار يتسابقون إليه.. مصافحين .. ومحببين ..
كم يتمنى الكثيرون من تجار ...
.وأمراء ..ومشهورين ..أن ينالو في قلوب الناس مثل مانال..
ولكن هيهاااات...
(إن الذين يعملون الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودًا)
أي يجعل لهم محبةً في قلوب الخلق...
إذا أحبك الله جعل لك القبول في الأرض ...
قال صلى الله عليه وسلم :"إن الله اذا أحب عبدًا نادى جبريل ..
فقال :إني قد أحببت فلانًا فأحبه..
فيحبه جبريل..
ثم ينادي في أهل السماء:
أن الله يحب فلانًا فأحبوه ... فيحبه أهل السماء...
قال:ثم تنزل له المحبة في أهل الارض ..
فذلك قول الله تعالى :
(إن الذين آمنو وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودًا)
واذا أبغض الله عبدًا..نادى جبريل :إني أبغضت فلانا فأبغضه ...
فيبغضه جبريل ..
ثم ينادي في أهل السماء:
إن الله يبغض فلانا فأبغضوه ..
فيبغضه أهل السماء ..ثم تنزل له البغضاء في الأرض....
آآآآه ...ماأجمل ان تعيش على الأرض
.. تأكل .. وتنام ..والله ينادي باسمك
في السماء( إني أحب فلانا فأحبوه )
والعبادة الخفية أنواع ..منها:
الحفاظ على صلاة الليل ..
ولو ركعة واحدة وترًا كل ليلة...تصليها بعد العشاء
مباشرة... أو قبل أن تنام ..أو قبل الفجر.. لتكتب عند الله من قوام الليل ...
قال صلى الله عليه وسلم :"
إن الله وتر يحب الوتر ..فأوتروا يـــاأهل القرآن"
ومنها
الإكثار من ذكر الله .. فإن من أحب شيئًا أكثر من ذكره ....
وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم :
"ألا أنبئكم بخير أعمالكم .. وأزكاها عند مليككم.. وأرفعها في درجاتكم.. وخير لكم من إعطاء الذهب والفضة...
وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربواأعناقهم ويضربوا أعناقكم ..؟ قالوا:بلى..وما ذاك يارسول الله ؟ قال ذكر الله عز وجل "
كان أبو بكر رضي الله عنه
إذا صلى الفجر خرج إلى الصحراء .. فاحتبس فيها شيئًا يسيرًا..
ثم عاد الى المدينة ..فعجب عمر رضي الله عنه من خروجه ...
فتبعه يومًا خفيةً بعدما صلى الفجر ...فإذا أبو بكريخرج من المدينة ويأتي خيمة قديمة في الصحراء .. فاختبأ له عمر خلف صخرة...
فلبث أبو بكر في الخيمة شيئا يسيرا .ثم خرج ...
فخرج عمر من وراء صخرته ودخل الخيمة ... فإذا فيها امرأة ضعيفة عميــاء ...وعندها صبية صغار ...
فسألها عمر :من هذا الذي يأتيكم ...
فقالت : لا أعرفه ..هذا رجل من المسلمين ..
يأتينا كل صباح منذ كذا وكذا...
قال :فماذا يفعل ؟
قالت : يكنس بيتنا ..ويعجن عجيننا .. ويحلب داجننا ... ثم يخرج ..
فخرج عمر وهو يقول :
لقد أتعبت الخلفاء من بعدك ياأبا بكر ...لقد أتعبت لخلفاء من بعدك يا أبا بكر...
وكان علي بن الحسين رضي الله عنهما يحمل جراب الخبز على ظهره بالليل .
فيتصدق بها ... ويقول: إن صدقة السر تطفئ غضب الرب ...
فلما مات وجدوا في ظهره آثار سواد ..فقالو : هذا ظهر حمّال.. وما علمناه اشتغل حمالاً..فانقطع الطعام عن مائة بيت في المدينة ..من بيوت الأرامل والأيتام .. كان يأتيهم طعامهم بالليل..لايدرون من يحضره إليهم .. فعلموا أنه هو الذي كان يحمل الطعام الى بيوتهم بالليل وينفق عليهم ..
وصام أحد السلف عشرين سنة
..يصوم يومًا ويفطر يومًا ...وأهله لايدرون عنه..
كان له دكان يخرج اليه اذا طلعت الشمس ويأخذ معه
فطوره وغداءه...فإذا كان يوم صومه تصدق بالطعام ..
وإذا كان يوم فطره أكله ..
نعم ... كانوا يستشعرون العبوديــــــة لله في جميع أحوالهم ...
هم المتقون... والله يقول:
(إن للمتقين مفازا *حدائق وأعنابا * وكواعب أترابا* وكأسا دهاقا * لايسمعون فيها لغوا ولا كذابا*جزاءمن ربك عطاءً حسابا )
^
درر قليل من يتقنهـآ ويفهمهآ ,,